Wednesday 24 September 2014



"أي جريمة بلا جدوى، وسيطارده حبل المشنقة وعليش آمن، هذه هي الحقيقة كأنها جوف قبر انكشف."




سعيد مهران اللص الهارب من العادلة، الظالم والمظلوم، الخيانات كسرت روحه وكيانه، ولن يهدأ له بال إلا أن يثأر لخساراته كلها، زوجته وابنته ومعلمه، وكل من خانه. 

رواية تلامس الحب الحقيقي واللمسة الإنسانية الدافئة، غرائز العدالة وانعدامها في مصر، الذي كان الغني فيها يزداد غنى والفقير يزداد فقراً. يعيش القارئ أجواءها بين قبور الروح وقبور الأجساد. والعمق الفكري لدى نجيب محفوظ في إبراز الخلل المجتمعي، وقتل الأبرياء الذين لا يأبه لموتهم أحد، بل تهتم العدالة للقاتل أكثر من الضحية. 

أسلوب الكاتب الغير متكلف والذي ينم عن عبقرية كتابية فذة الذي يستطيع الدخول إلى عقول الشخصيات البسيطة وجعلها تعيش حياة قابلة للتصديق، ولكن الشخصيات تقوم بقرارات غير مبررة للقارئ مما يجعل للقارئ مكاناً للتساؤل لانعدام الوفاء والمسؤولية من بعض الشخصيات وهي انعكاس شفاف لواقع المجتمع بعيداً كل البعد عن تجميله أو جعله يبدو كمجتمع مثالي لا تشوبه شائبة. 

اللغة البسيطة كانت عاملاً أساسياً في الكتاب كما هي الحال مع اغلبية كتب نجيب محفوظ بالإضافة إلى العنوان الذي يتناسب تماماً مع الرواية. وكونها رواية قديمة نسبياً فنجد فيها العديد من النماذج لحياة فقراء مصر ولصوصها.

كتاب رائع لمحبي الرواية العربية الكلاسيكية، ولكن قد لا أنصح به للقراء الجدد وإنه الكتاب المثالي لجلسة مسائية هادئة.


0 comments:

Post a Comment

This Blog

This is a collaborative-blog made to share our thoughts and ideas about English and Arabic books we have come across.

If you'd like us to review a specific book, feel free to write to us!